أخبار

السفير الصادق المقلى يكتب ….اجتماع منزل السفير السعودي ضربة البداية لعملية سلمية بين طرفي الأزمة .

 

الخرطوم ..ناس برس

الحقيقة التى لا تتناطح فيها عنزان أن تكاتف الضغط الداخلي الممثل فى الحراك الثوري فى الشارع و الضغوط الدولية و الإقليمية. فى تحالف مبطن.. هى التى شلت تماما من قدرة السلطة العسكرية فى إثبات مصداقية مبررات استيلائها على السلطة فى ٢٥ أكتوبر و كذلك فشلها في تحقيق اى من الأهداف المعلنة فى بيانها صبيحة ذلك اليوم… فقد زاد التشظى السياسي و ازداد المسار اعوجاجا، بدلا من تصحيحه و فشلت في تكوين حكومة على صعيد المركز و الولايات و ايضا عجزت تماما عن تشكيل اى من مؤسسات الدولة التى وعد بها البرهان فى 25 اكتوبر الماضى… بل إن البلاد شهدت ازمة غير مسبوقة فى تاريخها لدرجة ان الحاكمين أنفسهم أقروا بأن السودان وصلت حالة اللادولة. و تفاقم الانهيار الاقتصادي و معاش الناس و الانفلات الأمني في العاصمة و دارفور. و تدهور سعر الصرف بعد أن ثبت خلال ثمانية أشهر قبل ٢٥ أكتوبر.. و انعدم الخبر المدعوم و تضاعفت بصورة فلكية أسعار كل الخدمات و السلع الضرورية… هذا هو عامل الضغط المحلى.. و لقى هذا الحراك الثوري فى الشارع إعجاب و اصطفاف عبرت عنه المبعوثة الأمريكية عند لقائها مع رجال المقاومة و تضامن و إسناد دولى حيث عادت البلاد إلى مربع العزلة الدولية و الإقليمية.. علق الاتحاد الأفريقي عضوية السودان و نزعت منه رئاسة الايقاد كما تم تعليق كل المساعدات الإنسانية و الاقتصادية و حرم السودان من استحقاقاته من المؤسسات المالية الدولية متعددة الأطراف و تم ايقاف مسيرة إعفاء الديون من خلال مبادرة الهيبيك بعد أن قطع السودان شوطا كبيرا حيث وصل فى وقت قياسي إلى نقطة القرار التى مهدت بإعفاء أكثر من عشرين مليار دولار كما كان في طريقه إلى الوصول إلى نقطة الإنجاز و أعفاء، كل ديونه ال 60 مليار خلال الثلاث سنوات المقبلة..هذان الضغطان المحلي و الدولى هما الذان يمهدان بانطلاق العملية السياسية و التى كانت ضربة البداية لها الاجتماع غير الرسمي لطرفى النزاع في منزل السفير السعودي. و استشعار الجميع عسكر و مدنيين بأن عدم حل الأزمة ينذر بانهيار تام للدولة سيما و ان المجتمع الدولي و مجموعة البنك الدولي قد هددت بأنها فى غياب حل الأزمة و استعادة مسار التحول الديمقراطي ستنتقل من مرحلة التعليق الحالية الى مرحلة القطيعة التامة مع السودان و هذا سيؤدي دون شك إلى انهيار تام للدولة. فهذه الآليات الثلاث هى الكفيلة باستعادة مسار التحول الديمقراطي … الضغط المحلى،، الضغط الدولي و العملية السلمية.. و كما قال فولكر أن اجتماع منزل السفير السعودي قد خفف من الشقاق بين طرفي الأزمة.. لكن بالتأكيد لا يكتب لهذه العملية السياسية النجاح في ظل الانشقاق فى أوساط قوى المعارضة.. و الذى طفح إلى السطح فى أعقاب اجتماع منزل السفير السعودي.. رغم أن هذا الاجتماع غير رسمي و تم فيه تبادل الآراء، الا انه يستمد أهميته من كونه اول لقاء بين قحت المركزي و المكون العسكري منذ الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي ٠٠ و على رغم من ردود حلفاء قحت السلبية إزاء هذا الاجتماع، الا ان ما قيل من طرح لقحت إبان الاجتماع يتسق تماما مع اهداف القوى الثورية الآخرى… رغم اختلاف الألية.. ألا وهو على حد سواء اسقاط أو إنهاء الانقلاب.. و لا ينبغى أن تتحرك قحت بمفردها لأنها كما أكدت مرارا و تكرارا انها لا تتحدث بإسم القوى السياسية و الثورية و المدنية الأخرى و انما تسعى إلى تشكيل جبهة موحدة و التحدث بصوت واحد… كما ينبغى فى وجة نظرى أن يشمل حوار المعارضة مع المكون العسكري أيضا الجبهة الثورية خاصة و حركات الكفاح المسلح لأنها ممسكة بأهم ملف و هو اتفاقية جوبا و التى لا يمكن تجاوزها في اى حراك سياسي يفضى إلى حل الازمة و إخراج البلاد من عنق الزجاجة ٠. و قد أكدت قحت ذلك على لسان الأستاذ ياسر عرمان ….

اظهر المزيد

desk

موقع ناس برس، موقع اخباري ، يهتم باخبار السودان

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى