د عبد العظيم حسن المحامى ..يكتب .. المشاركة الجماعية
الخرطوم ..ناس برس
منذ الاستقلال والسودانيون يجأرون بالشكوى من تراجع أحوالهم الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. لا أكون مبالغاً لو أيدت وجهة النظر التي تتبنى أن السلوك الوحيد الذي أبدعنا فيه نقدنا الهدام لأي محاولات جادة تطرح وجهات نظر بناءة.
الثورة المعلوماتية وما أفرزته من كم معرفي هائل وسهولة اتصال وتواصل لم نخرج منها إلا بتأجيج الصراعات والفتن التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
لا جدال في أن الحكومات المتعاقبة، ومنذ الاستقلال،
فشلت في استثمار ملكات الإنسان السوداني وثرواته. مع ذلك فشل حفنة الأفراد لا يعفي الجماهير والمثقفين من واجب تنظيمهم لأنفسكم خروجاً من وحل الآباء والأمهات
. مشكلتنا الأسياسية تتلخص في تربيتنا الدينية التي لم تأخذ من التدين إلا شكله معتمدين التواكل والاتكال وكثرة الكلام أكثر من التوكل الذي يعني في حقيقته الأخذ بالأسباب. كثيرون يعتقدون أن المشاركة السياسية فرض كفاية إذا قام بها البعض سقطت عن الآخرين.
ظروفنا تجعل من المشاركة السياسية فرض عين على كل سوداني وسودانية. الأحوال الاستثنائية لا تحتمل تقاعد حتى أصحاب الأعذار.
مشاركة الجماهير في العمل العمل النقابي والسياسي ونحوها من ضروب العمل العام هي السبب في كل الانقلابات التي بدأت من عبود ولن تنتهي في البرهان. السماء لن تمطر ذهباً ولا فضة، وأوضاعنا السياسية والمهنية والنقابية لن تتغير إلا بمشاركتنا الجماعية في كل مراحل المشورة والتخطيط والتنفيذ ثم المراجعة والتقويم المستمر. ببساطة، دولة القانون أساسها كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.
د. عبد العظيم حسن
المحامي الخرطوم
2 سبتمبر 2022