*دور الشباب في التحول الديمقراطي*

.
تقرير : خالد فضل السيد
تعددت التعريفات للديمقراطية واختلفت الآراء حولها ولكن يبقى ثابتا أن الإسلام هو أول من نادي بها حيث اعطي العامة حق ابدا الرأي ومشاورة الحكام للمحكومين كما أمر بتطبيق المساواة بين أفراد المجتمع وتحقيق العدالة وظهر ذلك في العديد من النصوص الشرعية وقد قال الله عز وجل في كتابه الكريم في ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لاتفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله أن الله يحب المتوكلين ) .
بالرغم من تلك الصورة الواضحة للديمقراطية نجد اليوم بعض الفئات استغلتها استغلالها سيئا فالحرية أو الديمقراطية لاتعني الفوضى أو الانذلاق في المحرمات فالحرية هي أن تفعل ماتشاء لكن دون أن تمس حرية الآخرين ومايحدث اليوم من بعض الشباب من أعمال تتنافى والأخلاق لاعلاقة له بالديمقراطية. فالشباب اليوم باعتراف الجميع له حقوق مفقودة ولم يجد الاهتمام الكافي والاستفادة من طاقاتهم وتوظيفها من أجل التنمية والتعمير ولكن هذا لا يجعله يقع في المحرمات لملئ الفراغ.
ولأهمية هذه الفئات ودورهم الفعال في المجتمع والوطن أوصى الرسول ( ص) بالشباب خيرا واعتني بهم وكلفهم ووظف طاقاتهم بصورة أخرجت قيادات وزعامات كان لها شأن في المجتمع فقد أوكل قيادات الجيوش الإسلامية وفي اخطر المعارك للشباب على رأسهم خالد بن الوليد وأسامة بن زيد وفي مجال الدعوة والإرشاد والعلم كان مصعب بن عمير ومعاذ بن جبل والإمام الشافعي والبخاري.
*الديمقراطية الزائفة وأثرها السلبي على الشباب*
فكرة الديمقراطية التي ظلت تنادي بها الدول الكبرى خلال السنوات السابقة والتي أوجدت لها مساحات إعلامية هائلة وحشدت من أجلها جيوش التحالف لغزو البلدان العربية والإسلامية وقامت عبر عملائها المأجورين بالداخل بالتحريض والمؤامرات للخروج على الحكام بتنظيم المظاهرات والثورات والتي تم فيها فقدان الكثير من الأرواح ونهبت الممتلكات العامة والخاصة وعرضت الأرواح للخطر بغرض تحقيق الديمقراطية هي كلمة حق اريد بها باطل فقد كانت من أجل استغلال ثروات تلك البلدان من نفط أو معادن وخلافه ولضمان نجاح هذه المؤامرة باسم الديمقراطية شرعت في تدمير الشباب والسيطرة عليهم بشتى الطرق والوسائل سواء عبر ترويج وتعاطي المخدرات أو الاستلاب الفكري باستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة وبالعودة إلى تلك البلدان التي تم غزوها من أجل تحقيق الديمقراطية كما يزعمون نجدها اليوم قد تمزقت وفقدت الأمن والأمان وأصبحت على حافة الانهيار وقد كانت في يوما ما يشار لها بالبنان كاليبيا والعراق وسوريا وأفغانستان والتي يعاني شبابها اليوم من التشرد وعدم الاستقرار و تتحكم فيها الحركات المسلحة والمليشيات والمرتزقة المدعومين من ذات الدول التي تتدعي الديمقراطية
*مفهوم الديمقراطية في الإسلام*
نادي الإسلام بالشورى وجعلها ضرورة في جميع المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ولم يحتكر الرأي وهي تعتبر من النظام الأساسي في الإسلام ومن لوازم الإيمان بالله وقد قال الله عز وجل في كتابه الكريم ( والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وامرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون ).
ولم ينسى الإسلام هنا دور المرأة فقد وزع الاختصاصات العملية توزيعا يوافق طابع الذكورة والأنوثة وقد كفل الإسلام للمرأة حقوقا عديدة في المجالات السياسية وأقر لها حق المشاركة السياسية من حيث ابدا الرأي ومن تلك الأمثلة مشاركة ام سلمة في صلح الحديبية وهي التي أشارت على النبي (ص) بأن يحلق راسه كما عارضت أسماء بنت أبي بكر بيعة عبدالله بن الزبير للامويين.
كما منح الإسلام أيضا المرأة حق التعبير عن الرأي أسوة بالرجال ومن تلك الأمثلة عندما خطب سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال ( الا تغالوا في صدقات النساء فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله لكان أولاكم بها رسول الله ( ص) وما أصدق قط امرأة من نسائه ولا أبنائه فوق اثنتي عشرة أوقية ) فقالت إليه امرأة ياعمر يعطينا الله وتحرمنا أليس الله سبحانه وتعالى من قال ( واتيتم إحداهن قنطارا فلا تاخذوا منه شيئا ) فقال عمر قولته المشهورة أصابت امرأة واخطا عمر.
وتردد في أقوال المستشرقين وكتاب التاريخ من الأوربين أن الديمقراطية الحقيقية هي من أتى بها الإسلام وهي عربية بمعنى أن الإسلام قد جاء بمبادئ الحرية و الديمقراطية لأنه نشأ في بلاد العرب بين أقوام من البدو الأحرار لايعرفون طغيان الملوك ولا يخضعون لسطوة الحاكمين بامرهم من الإكاسرة والقياسرة الذين حكموا بلاد الفرس والروم .
*دور الشباب في التحول الديمقراطي*
تواجه الديمقراطية في العالم العربي الكثير من التحديات تتمثل في عدم وجود وعي سياسي حقيقي لدى معظم المواطنبن وبالذات وسط الشباب وعدم رغبة النخب الحاكمة في دمغرطة النظام بالإضافة الي ضعف الأنظمة الحزبية ومحدوديتها في احتضان هؤلاء الشباب وبالتالي إثر على عدم تمتعها بالقاعدة الشبابية مما جعل أحزاب المعارضة تمثيلها في البرلمان يكاد يكون ضعيفا وقي ظل تلك الأوضاع درجت بعض الأحزاب المعارضة تساندها الدوائر الخارجية والمخابرات الي استغلال بعض هؤلاء الشباب استغلالا سيئا لتنفيذ أجندتها فاخذت تقوم باستقطابهم وبتعبئتهم بالأفكار الهدامة ضد أنظمة الحكم في بلدانهم وتجعلهم يخرجون للشوارع في مسيرات ومظاهرات بهدف الضغط على الحكومات لتنفيذ رغباتها واجندتها أو الأجندة الخارجية مدفوعة القيمة فأصبحوا في يدها كوسيلة ضقط لتحقيق مصلحة فقط.
بالرجوع إلى الواقع نجد أن كل ذلك سببه ضعف الوعي السياسي والاجتماعي وغياب التنشئة الاجتماعية السليمة ونتيجة لذلك أصاب بعض الشباب الإحباط واليأس والذي بدوره أدى إلى تفكيرهم في الهجرة خارج البلاد كما أدى لجنوح إعداد كبيرة منهم إلى سلوكيات سلبية منها تعاطي المخدرات والعنف.
هذه السلوكيات أثرت بشكل واضح على مستقبل الشباب وإدت إلى ابتعادهم الفاعل في المجتمع خصوصا
مع الأحزاب السياسية التي اتسمت علاقتهم معها بالتوتر وأصبحت هنالك فجوة كبيرة بينهما فصار اغلبية الشباب لا يثقون في الاحزاب السياسية وهذا ماجعل بعض قادة الاحزاب يتذمرون لفقدان القواعد الشبابية هذا بجانب بعض العوامل الأخرى منها سطوة جيل كبار السن على مقاليد قيادة الأحزاب وعدم إتاحة الفرصة للشباب للمشاركة.
نتيجة لتلك العوامل والأسباب المتعددة ابتعد الشباب عن السياسة واصبح يترهب الدخول في دهازيلها خوفا من العواقب بجانب أن بعض الأسر أو معظمها ترفض وتمنع أبنائها من الدخول في أي مجال سياسي حتى وإن كان يخدم المجتمع أو الدولة كالعمل الطوعي وبذلك فقدت معظم الدول مجهودات هؤلاء الشباب .