.عبد العظيم حسن .. المحامى .يكتب ..مناورات البرهان

دولة القانون
الخرطوم ..ناس برس
البرهان غير راغب في التنحي، والصحيح أنه حريص كل الحرص، مع بقية المكون العسكري، في الاستمساك بالسلطة بدليل إصراره وإتباعه المتواتر لسياسة فرق تسد. ما طفح بأن المكون العسكري دفع بموافقته على مشروع دستور تسييرية نقابة المحامين شريطة عدم الملاحقة ما هي إلا مناورة برهانية جديدة. حرفياً البرهان يرمي من هذا الطُعم لإحراج مركزية الحرية والتغيير وتصويرها أمام الشارع بأنها تساوم أسر الشهداء والجرحى والمفقودين وبحقهم في المطالبة بالقصاص. فإذا نفت مركزية الحرية والتغيير، وهو الغالب، فيكون البرهان في حل، وإذا أكدت فهو المطلوب لمزيد التمزيق والشتات لقوى الثورة.
البرهان ومجلسه العسكري قبلوا لأنفسهم الخنوع راهنين مصيرهم بسلامة الوطن احتفاظاً بكراسي السلطة ولو على حساب المواطن البسيط. في سبيل ذلك اضطر البرهان لتعقيد المشهد أكثر فأكثر . البرهان وزمرته باتوا لا يترددون في استعادة واجهات المؤتمر الوطني المحلول، ليخلقوا بينهم وقوى الثورة مواجهة مفتوحة وفتنة كبرى. من هذا المسلك البرهان ومجلسه العسكري يرمون لأن يهددوا المجتمع الدولي تهديداً مبطناً مذكرين الحاضر والغائب بأنهم أخف الضررين.
قوى الثورة يجب أن ترفع من مستوى المسؤولية مدركة أن الحل بيدها لا بيد غيرها. تجار الأزمات سواء أكانوا من عندنا أو من المجتمع الدولي همهم الأساس مصلحتهم وليس مصلحتنا بأي حال. الأجنبي، حتى وإن صلحت نواياه، فليس بيده عصى موسى. ما لم نجلس معاً، وبأعجل ما يمكن، واضعين خارطة الحل، فلن يترك البرهان مناوراته التي سيكون آخرها إعلان فشل القوى المدنية في التوافق، وبالتالي لا سبيل سوى تشكيل حكومة مؤقتة إلى حين الانتخابات. المناورة واضحة؟