الباقر عكاشة عثمان يكتب.. ما بين البرهان وعبود بعيد جدا

عندما يحدث تغيير لنظام الحكم ايا كان التغيير بانقلاب أو انتفاضة أو بتسليم أو بانتخابات حرة نزيهة .
بسعى قائد التغيير جاهدا بخلق ثورة حقيقية في الزراعة والصناعة والبنية التحتية والصحة والتعليم تصاحبها نهضة ثقافية وعمرانية كانجازات تضاف لسجله التاريخي ايمانا منه ان الثورة الحقيقية تكمن في الانجازات التى تنعكس ايجابا على المواطن؛ نعم المواطن وهنا لا استصحب معي أصحاب الفكر العقائدي والسياسين أصحاب المطامع الذين لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب ويسعون لتقزيم أية انجازات تصل لمرحلة الرمي في حضن الأجنبي من أجل تعكير صفو الأمن وخلق الفتن للوصول لكراسي الحكم دون أية اعتبار للمواطن.
هذه الطموحات التي بنشدها قائد التغيير يمكن تحقيقها اذا كانت الفترة التي قضاها من سبقه في حكم البلاد قصيرة ولم يجد معارضة قوية تشغله بالسياسة والسياسين على حساب التنمية كحالة فترة الفريق عبود فبعد استلامه للسلطة وفي فترة لم تتجاوز الستة أعوام انجز الكثير الكثير قبل ان يتم عزله بثورة اكتوبر ١٩٦٤ وهكذا تدور الدوائر في بلادي وتمثلت انجازاته في :
1- انشاء خزان الرصيرص ..
2- انشاء خزان خشم القربة..
3- انشاء مصنع سكر الجنيد ..
4- إنشاء مصنع سكر خشم القربة ..
5- انشاء مصنع سكر ملوط ..
6- مشروع المناقل بمساحة (800) ألف فدان ..
7- مشروع خشم القربة الزراعى بمساحة (400) ألف فدان ..
8- مشروعى الدالى والمزموم بمساحة (500) ألف فدان ..
9- تشييد كبرى شمبات وعمل أجنحة لكبرى النيل الابيض ..
10- مد خط السكة حديد إلى واو فى جنوب السودان وإلى نيالا بدارفور ..
11- تشييد طريق الخرطوم حتى الحصاحيصا.. وأكمله جعفر النميرى إلى بورتسودان ..
12- تلفزيون السودان ..
13- مصنع صك العملة ..
14- الخطوط البحرية السودانية..
15- محطة كهرباء برى الحرارية وإنشاء كهرباء سنار ..
16- صوامع الغلال فى بورتسودان والقضارف ..
17- مصنع ألبان بابنوسة ..
18- مصنع تعليب الخضر والفاكهة في كريمة ..
19- مصنع التعليب بمدينة مريدى..
20- مصنع الكرتون بمدينة كسلا ..
21- مصنع النسيج السودانى بحرى ..
22- مباني جامعة السودان .. الجناح الغربي والجناح الجنوبي..
رغم هذه الانجازات إلا أنه وقع في فخ اغراق حلفا فخصم من رصيده .
من واقع التجربة يتضح جليا ان نهضة البلاد تحتاج لارادة وعزيمة وليست بالشعارات الٱن مضت ثلاثة سنوات من عمر الانتقال تساوي نصف الفترة التي قضاها عبود ولم نتقدم البلاد خطوة للامام بل النبت القايم قلع وتم اغلاق المصانع وتصدعت الطرق وفشلت المواسم الزراعية اما التعليم والصحة حدث ولا حرج..
فعلى السيد البرهان اما ان ينهج نهج عبود بعد فرض هيبة الدولة أو تسليمه لحكومة وفاق تعمل جاهدة لتعبر بسفينة الانتقال وفق البرنامج المتفق عليه على ان تتفرغ التنظيمات السياسية للتجهير وتفعيل دورها استعدادا للانتخابات دون تعكير صفو حكومة الانتقال باضرابات وتظاهرات والتسكع امام السفارات فالتدخلات الاجنبية والاحتماء بالاجنبي مهما كانت المغريات ففاتورتها الفتن والصراعات داخل المجتمعات كما في سوريا وليبيا واليمن والصومال وافغانستان واذكر السيد الفريق أول البرهان باسباب سقوط الدولة الامويةالتي قربت العدو طمعا في كسب وده وابعدت الصديق لثقتها في ولائه فغدرها العدو ولم تفلح ثانية في ارجاع اصحاب الولاء فالحصة وطن ضع روحك على خفيك واخرج البلاد من هذه الفوضى الضاربة في كل مناحي الحياة.